ويسألونك عن الصيف..
قـُل هو روتينٌ مثقلٌ بالأعراس ، والمهرجانات ، والمراكز الصيفية ، ودرجات حرارة تحوّل الأجواء لفرن تميس ، حتى أن الضبّان لا تخرج من جحورها إلا بعد المغرب.
ويسألونك كيف ستقضيه ، قـُل وحيداً - كعادتي - أتجول بين القراءة والكتابة !
ويسألونك لماذا؟
قـُل لعدة أسباب ، سأتجاوزها لضيق الوقت وأقف عند ما يسمّونه المهرجانات السياحية..
أي مهرجانات في مدنٌ أرضها رمضاء وسماءها غبار ..
مهرجانات تقلّد بعضها ولا تختلف إلا في شعاراتها : (جده غير) ، (لا راحة إلا في الباحة)، (الجوف حلوه) ، لا لا .. (الطائف أحلى)..
حتى أن بعض القرى أصابتها عدوى المهرجانات السياحية ، فأخذت تنادي ، الأفلاج ما يحتاج ، الدوادمي لكل آدمي ، مالك إلا عذفا !
مهرجانات سياحية تصيبك بالزكام وعسر الهضم، كما ثبت أنها تسبب تساقط الشعر
لا أدري هل يكذبون علينا أم على أنفسهم، مهرجانات وأنشطة سياحية في بلاد مناخها حار جاف نهاراً ساخن مغبّر مساءً!
ما الهدف من وراء هذه المهرجانات ، إلا مزيداً من اللهف وميزانيات بالملايين تذهب لمن يهمّه الأمر ولا يصرف منها إلا ربعها بينما يسجّل في الفواتير أضعافاً مضاعفة!!
لكنهم قادرون على قلب الحقائق، وجعلك تستمتع وتنسى المناخ والأجواء وتشعر بأنك في ماليزيا !
نعم .. وذلك من خلال مجموعة من العروض السياحية التي فاقت الخيال، فقد قرأت البارحة فعاليات مهرجان (رفحا واللي نايم يصحا) وأصابني الذهول :
- عرض سينمائي لفيلم (الجزيرة) الحاصل على سبع جوائز أوسكار وهو من بطولة توم هانكز ، يليه حفلة موسيقية في دار الأوبرا الواقعة مقابل سوق الغنم مباشرة ، يتخلله وصلة عزف منفرد لعازف الربابة الموسيقار (أسير الوتر)
وفي اليوم التالي تدشين معرض للفن التشكيلي بحضور نخبة من فناني العالم؛ كما أنه بإمكان الباحثين عن الثقافة والفكر حضور معرض الكتاب الذي يقام على هامش المهرجان
- ولعشاق المسرح سيتم عرض مسرحية (بودي قارد) على مسرح النادي الأدبي ، يليه حفل ســاهر لأشهر فرق السيرك العالمي يصاحبها عروض خاصة لأشهر ألعابنا الشعبية ( طاق طاقية )
يقدمها مجموعة من المواهب المحليّة!
- ولا يفوتنا أن نوضح لجمهورنا الحبيب أنه تم تأجيل الحفل الراقص لفرقة (بوريس إيفمان) الروسية للباليه ، لأن إحدى الراقصات حضرت بدون محرم وهذا مخالف للأنظمة والقوانين!
- هذا وقد صرح مصدر مجهول من لجة التنشيط السياحي أنه تمت الموافقة على عروض خفة اليد والخدع البصرية للفنان العالمي (كوبر فيلد) وذلك بعد أن تم العكشف عليه من قبل أحد المختصين حيث قرأ عليه آية الكرسي وآيات السحر وتم غسله بماءٍ نفث فيه أشهر الرقاة ولم يحرك ساكناً؛ مما يؤكد أنه لا يتعامل مع الجن والشياطين وأن ما يقدمه يعتبر خفة يد ومؤثرات حركية وليس سحراً كما يدّعي بعض المتشددين!
- وبالنسبة للباحثين عن الراحة والهدوء والبعد عن صخب العروض والأنشطة، بإمكانهم الإسترخاء على ضفاف الشارع العام أوالتسدّح والإستجمام على رمال وطننا الغالي وترك أطفالهم يمارسون التزلّج على الرمال
قال مهرجانات سايحية .. يا عمّي رووووح !